يتضمّن معرض رؤوڤين كوپرمان (من مواليد 1964، مولدوفا) مجموعات أعمال من سنة 2021 وحتى اليوم، تدمج بين النحت والرسم، وهي مرتبطة ببعضها البعض.
في لوحاته الضخمة، يخطّط على القماش، بألوان بارزة، فضاءات ديستوبيّة (الواقع المرير) التي تعترض، بروح الثقافة المضادة، ثقافة الهامش، على قيم ضبط الذات، المواظبة، التناسب وفكرة “الذوق الرفيع”. وسط أوصاف الغابات الطبيعيّة الكثيفة، دُمجت اقتباسات من تاريخ الفن إلى جانب أعمدة طوطميّة، تماثيل قبليّة وطائرات مهجورة، تدلّ على انحسار الحضارة وتراجعها إلى حالة الوعي البدائيّة. يستعرض كوپرمان حالة من التحرّر، خالية من الهرميّة، تعيد بناء أشكال بصريّة لتجارب حسيّة- كالهذيان تحت تأثير حسيّ متزامن- والذي يتيح المجال للتنقلات المتبدلة بين مستويات التمثيل الواضح (أشجار محاطة بكثير من النباتات) ومستويات خفيّة وأكثر تضليلًا (رؤوس وحوش، هياكل عظميّة ووجوه بشريّة وحيوانيّة). تنجلي جميعها أمام المشاهد من بين طبقات أنماط متكرّرة، أشكال عديمة الشكل وخطوط مفتولة، وتوظّف ميل الدماغ البشرية لتمييز قوالب مألوفة عند توهّم الأطياف.