أحاول منذ خمسة عقود، من خلال الأعمال التي أختارها كهاوٍ لجمع الأعمال الفنية، باستكشاف نفسي أكثر: ما الذي يجعلني أفضّل فنانًا معينًا على فنان آخر أو التحقق بأثر رجعي مما إذا استندت عفويًا إلى معايير معينة عند اختياري للأعمال الفنية. عندما أشتري لوحة معينة، فأنا لا أشتري فقط لوحة الفنان إنما أيضًا جزءًا من شخصيتي وجسدي، أو حلمًا لم يتحقق.
المعرض الحالي هو عبارة عن حوار بين أوري وبيني- حوار بين هاو الجمع والعمل الفني، عمل فني صافٍ، بدون أي تأثير شخصي. لقد وقعت بالحب من أول نظرة، وقد ازداد حبّي لها مع كل عمل جديد رأيته لها. في نفس الوقت، تدير الأعمال الفنية حوارًا مع حيز المتحف، وقد اخترت من مجموعة المتحف عملين للفنانة قدّمهما للمتحف أمين المعارض يونا فيشر طيب الذكر. يضم المعرض أيضًا أعمالًا لموشيه غرشوني، التي تسلط الضوء على التأثير الكبير لأعمال أوري عليه وعلى أعماله. يدور في المعرض حوار آخر متمثّل في العلاقة الزوجية بين أوري ودافيد هندلر- بواسطة رسومات هندلر وبورتريه لكليهما رسمته ابنة أوري، الفنانة راحل يامبولر. وبالتالي، نجد رسومات تكريمية لأوري بريشة موشيه غرشوني، عمل فني لأوري كان بحوزة رافي لافيه (العمل الفني الوحيد الذي اشتراه ولم يحصل عليه عن طريق تبادل الأعمال الفنية مع زملاء له) وبورتريه خلّده أبراهام حاي.
بما أنّ سيرورة الإنتاج الفني، وخاصة القوة التي تدفعها قدمًا، تهمّني جدًا، يتدارس المعرض الحد الرفيع بين القوة الإبداعية وبين الهوس بالأعمال الفنية التي يبدو فيها الحد معرّفًا بوضوح. تشمل أعمال أوري جميع العناصر التي أبحث عنها في اللوحة، وربما لأنّ أدواتها التعبيرية الرئيسية هي قلم رصاص وقلم لبّاد، يسهل عليّ أكثر تعقّب مسيرتها الفنية. في أولى أعمالها التي تعود إلى الخمسينات ومطلع الستينات، يمكننا إيجاد الغالبية العظمى من مفرداتها الفنية. في جزء من أعمالها، الخط نظيف، سَلِس، واضح وانفرادي، وهي تتحكّم به بشكل كامل، ولكن في أعمال فنية أخرى، من الواضح أنّه من لحظة ملامسة فرشاتها للورقة، فإنّ الخطّ هو الذي يتحكّم بها. وصفت أوري مسيرتها على النحو التالي: “الخط هو أنا […] والورقة – الورقة هي العالم. […] والشخص، الفنان هو مصدر الخط المنطلق نحو السماء “.
لقراءة أقل ...