في الرواية الجرافيكيّة، يكون الجانب البصريّ غالبًا مساويًا للجانب النصي، وأحيانًا يكون له وزن أكبر. في كثير من الأحيان، تستعرض الروايات المصوّرة مضامين شخصية وسِيَرًا ذاتية، ومؤلّفوها يكتبونها ويرسمونها. كُتُب المشاركين في المعرض تعنى بمواضيع مختلفة، من بينها العلاقات مع العائلة، مع الجذور وحتى مع الأصص في شقة حضرية.
في بعض الأحيان، ننسى أنّ الكتاب الموجود بين أيدينا هو فقط مرحلة واحدة في سيرورة إنتاج متواصلة، بدأت قبل سنوات طويلة قبل إصدارها، والتي تستمر أحيانًا حتى بعد أن يرى الكتاب النور. استغل الرسّامون التوضيحيون الفرصة للعودة إلى العمل الفني واستعراض جانب إضافي كامن فيه: عاد البعض إلى لحظات سبقت الكتابة؛ يتدارس البعض الآخر العمل الفني من منظور الزمن الماضي؛ يختار آخرون التعمق وتسليط الضوء على لحظات معينة ويحاول غيرهم إعادة بناء الأفكار التي ولّدت العمل الفني والتعبير عنها بطرق مختلفة.
وبينما كانت الأداة الفنية التي اختارها الفنانون الثمانية في هذه الكتب متشابهة- رسومات مطبوعة على ورق، وإن كانت بمختلف الصِيغ والأساليب- إلّا أنّهم اختاروا لهذا المعرض طرق ووسائل عمل مختلفة. استخدموا مجسمات ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، الخزف والرسوم المتحركة، الرسم الرقمي والريديميد. اختاروا أيضًا استراتيجيات مختلفة لسرد القصص: عكس وجهات النظر، التركيز على شخصية واحدة أو على مشهد واحد، أو تغيير يطرأ على الأبطال (وفي شخصياتهم) مع مرور السنين، منذ إصدار الكتب. لذلك، فإنّهم يخرجون من الورقة المطبوعة إلى حيز المتحف، يتدارسون صيغًا بديلة لسرد القصة، وينفخون في القصص روحًا جديدة.
لقراءة أقل ...