إذا كان التعريف الكلاسيكي للرسم التوضيحي يدعو للرد والتعقيب على نصّ قائم ورسمه من منظور إضافي، فإنّ الرسم التوضيحي المعاصر يتبنّى طرقًا إضافية للتعقيب على القصّة: الاعتراض عليها، سرد قصّة موازية، إضافة معنى آخر وغير ذلك. بهذا، وعلى غرار الطريق التي قطعها مجال التصوير في القرن الماضي- من تقنية وظيفية إلى أداة فنية، فإنّ سلسلة المعارض تستعرض الرسم التوضيحي كجانر فني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غير متعلق حتمًا بنصّ خارجي.
خلال تنظيم المعارض، تم توجيه الطلب «أخبروني بالمزيد» إلى فنانين وفنانات مركزيين من أجيال مختلفة ينشطون في مجال الرسم التوضيحي الإسرائيلي المعاصر. طُلب منهم التفكير في أعمال جديدة تعكس أيضًا «القصّة» (من يسرد القصّة، وما دور الفنان في القصّة)؛ ولكن ما لا يقل أهمية عن ذلك هو «المزيد» (لماذا ومتى لا نكتفي بالصورة، ونطالب بالمزيد).
بكلمات أخرى، ما الذي يحدث عندما لا يدعو «المزيد» لإشباع النهم الاستهلاكي الذي يستحيل إرضاؤه، بل على العكس من ذلك، عندما يكون له دور حاسم في العمل الفني؟ من المتّبع التفكير أنّ النواتج الثقافية، الفنية والتصميمية «الصحيحة» لا تحتمل ما هو غير ضروري، والمصطلحات الجمالية مثل «تجانُس العمل الفنيّ» تتيح المجال لإقصاء كل ما هو غير ضروري. ولكن ما الذي يحدث عندما تشوش الزوائد على النظام الجماليّ وتدخلنا إلى عالم متخيل وأحيانًا فوضويّ؟ هذا تحديدًا ما يجيد الرسم التوضيحي تحقيقه، وهذا تحديدًا ما دعيَ المشاركون للقيام به، كل بطريقته الخاصّة»: إخبارنا بالمزيد.
لقراءة أقل ...