فكرة أنّ المعدن يمكن أن يكون حيزًا، أنّ الظلام يمكن أن يكون معدنًا (مادة)، استحوذت على عقل سباح، وعند عودته إلى الاستوديو، حاول أن يصنع مستحلبًا ماديًا من مسحوق الغرافيت وتثبيته على طبقة دهنية سوداء للحصول على هذا الغشاء الفضي اللامع- مادية تجمع بين البرودة المعدنية وحرارة الاحتراق.

فوق الظلام الأسود الذي يحيط بالألواح الورقية الثمانين في السلسلة خنوع، يحلّق كيان كبير، هجين. من خلال الثقوب في الجسم- محاجر العيون الجوفاء، الأذنين، فتحتي الأنف، الثديين، السرة، فتحة الشرج، الفرج والعضو الذكري- تتسلل إلى الخارج والداخل مادة تتصلب تدريجيًا حتى تصبح غشاءً معدنيًا. الصراع بين الصور يتحوّل إلى غوغاء غروتسكية لأعضاء متشنجة، أجسام مجنحة، كائنات هجينة ضخمة، كائنات بشرية-حيوانية، تحتضن وقائع أو مشاهد منمنمة. إنّه كون مضطرب، لا يميّز بين الظلام والنور، بين السماء والأرض، بين القوى والضعيف.

سلسلة خنوع هي عالم خارجي محاصر داخل كبسولة خرجت عن الإطار الزمني، مثل فضاء يسير حسب قوانين جاذبية خاصة به. يبدو أنّ هذه الرسومات، الأسطورية والمعاصرة في آن واحد، كانت قائمة منذ الأول، خفية، تنتظر بصبر لحظة ميلادها.

لقراءة أقل ...